~¤®§( The Kingdom .. الأمن العالمى هو امريكا و الارهابيين هم نحن)§®¤~

لا يشذ في منظوره العام عن المقدمة التي أوردتها ، في حين يركز في

مفهومه الخاص على الحديث عن العلاقات وثيقة العرى بين الولايات

المتحدة والمملكة العربية السعودية ، منذ بدايات ظهور النفط في منطقة

الخليج العربي ، وتأسيس شركة آرامكو التي كانت القاعدة الرئيسية لعديد

المصالح المتبادلة بين الطرفين ، وما مرّ على العلاقات من مراحل مدّ وجزر

كما حدث حين هدد الملك فيصل بقطع الإمداد النفطي في عام 1973

والتحالف الدولي المشترك إبان الغزو العراقي للكويت ، وصولاً إلى أحداث

الحادي عشر من سبتمبر ومدى تأثيرها على العلاقات بين البلدين بحكم

أن معظم منفذي العمل حملوا الجنسية السعودية .

في ظل هذا التقديم يضعنا المخرج بسرعة في أجواء الحدث الأبرز لفيلمه

والمتمثل بعملية مسلحة تستهدف أمريكيين يعيشون في منطقة " الخبر " ،

لتدور رحى معركة عنيفة بين المنفذين وقوى الأمن السعودي ، والمفاجأة

التي تصيب الجميع بالانفجار الذي يحصل بعد انتهاء العملية ووصول الصحافة

والإسعاف لمنطقة الحادث ، الأمر الذي يتسبب بموت الكثير من الضحايا

وخاصة الأميركان بطبيعة الحال .

هذا المصاب الهائل يجبر أميركا على التدخل لتطلب الـ FBI من الحكومة

السعودية استلام التحقيق على اعتبار الضحايا من المواطنين الأمريكيين ،

الأمر الذي ترفضه الحكومة السعودية لأن الانفجار واقع في أرضها ومن

اختصاص قواها الأمنية . وليتم التوصل إلى حل يلجأ المحقق الفدرالي

رونالد فلوري ( جيمي فوكس ) إلى مقابلة السفير السعودي في واشنطن

واللجوء لمختلف الوسائل لإقناعه بقبول الحكومة السعودية لفريق تحقيق

أمريكي ، الأمر الذي ينجح بعد تذكير السفير السعودي بتبرعات وصلت

إلى بعض منفذي الاعتداءات ، عن طريق أناس وثيقي الصلة

بالسفير ... زوجته مثلاً .

يواجه فريق التحقيق الكثير من الصعوبات والعوائق في السعودية قبل أن

يتوصل رونالد إلى اتفاق مع أمير سعودي يقضي بتسهيل مهمتهم

وبالتالي يستطيع الفريق الأميركي الجبار حل القضية برمتها في ثلاثة أيام ،

والتغلغل في داخل الشبكة التي نفذت العملية والقضاء على أفرادها

" الملتحين " في معركة عنيفة .


إجمالاً " المملكة " فيلم لم أرد الحديث عنه وإفراد موضوع لأنه فيلم

عادي لا يستحق ، لكن ما استفزني للكتابة عنه هو أن النظرية " الرامبوية "

لا يزال لها صدى ومروجين ومقتنعين !! بالرغم من أن الفيلم لا يتعدى مجرد

فيلم أكشن برامبو جديد قام جيمس فوكس بلعب دوره الأسطوري بدلاً من

ستالون ، ليحط رامبو في الأرض السعودية مع فريق المغاوير الخاص به ،

والذي أراد منا المخرج التعاطف مع أفراده .. حين خطف واحد منهم

( لأن جواز سفره يتضمن ختماً اسرائيلياً .. )

لم يكتف الفيلم بإبراز البطولة الأمريكية المطلقة .. بل يستطيع المتفرج بكل

سهولة استخلاص عدة عبر أراد المخرج تقديمها ..

أولها أن المجتمع السعودي مجتمع متعاطف مع الجماعات الإرهابية ويدعمها

سراً وعلناً !!

ثانيها أن قوى الأمن السعودي عاجزة تماماً عن حفظ الاستقرار في أراضي

المملكة ( علماً أن المطلع يدرك الدور الهام المناط على عاتق وزارة الداخلية

السعودية وما تقوم به من عمل كبير في هذا المجال بالذات )


ثالثها أن نهاية " الأشرار " وحلول الأمن لا يمكن أن يتم إلا على يد الأميركي

المخلص المنتظر .

هذه الأفكار يستطيع المشاهد استخلاصها بشكل عام من فيلم تجاوز مسألة

التقديم الفني لينخرط في المجال الدعائي الراصد لموضوع " الحرب على

الإرهاب " مختزلاً الموضوع برمته في طبيعة تركيب المجتمع الشرقي

متخذاً السعودية أنموذجاً على ذلك .

الأمر فعلاً يدعو للتأمل في الخطوط العريضة لهذا المنظر الساخر الذي يسمح

لمثل هكذا نوعية من الأفلام في ترسيخ حضورها ومفاهيمها متغلغلة في

واقع عربي تائه في ظل انعدام وجود مضاد لإعلام يردّ على مثل هذه

المفاهيم الخاطئة رداً حضارياً يسهم ولو بشيء بسيط في تغيير هذه الصورة

الآخذة بالرسوخ حول نمطية وانغلاق المجتمعات العربية والإسلامية .

وإلى أن يحين الوقت الذي نشاهد فيه رؤوس الأموال العربية تتحرك لتعمل

على إنتاج نوعيات راقية من العمل الإعلامي .. سنبقى تحت رحمة هكذا

نوعية من الأفلام .. كهذا الذي رأيناه وتحدثنا عنه اليوم ...